نشأة اللغات السامية

اللغات السامية
هذه التسمية ( سامية ) مستمدة من التوراة التي أرجعت ، من حيث الأصول البشرية شعوب العالم كله إلى أبناء النبي نوح فقد قسم الجدول المعروف بجدول الشعوب في الإصحاح العاشر من سفر التكوين ، الشعوب والقبائل في قارة آسيا إلى ثلاث مجموعات كبرى ، وأرجعها إلى أولاد نوح النبي نوح الثلاثة : سام ، حام ، يافث ، وقد كان ذاك التقسيم الوحيد المعروف حينذاك للتعبير عن العلاقات السياسية وطبائع الشعوب
واصطلاح ( السامية ) المشار إليها حديثا نسبيا ، إذ هو في الواقع تحديد لنمط دراسي في اللغويات Semitic Languages يرجع الفضل في ابتدار إطلاقها على هذه الشعبة من الدرس اللغوي للعالم الألماني شلوستر الذي كان يبحث في نهاية القرن الثامن عشر عن تسمية مشتركة للعبريين والآراميين والعرب الذين توجد بين لغالتهم صلات قرابة ، فأطلق عليهم اسم الساميين لأن جدول الشعوب يرجع العبريين والآراميين والعرب إلى سام بن نوح
لقد رأى باحثون أن الموطن الأصلي للسامين وللغة السامية هو إفريقيا أو الحبشة ومنهم من يذكر جنوب غرب آسيا وآخرون يشيرون إلى بلاد أرمينينا وبعضهم الآخر بلاد كنعان ( سوريا قديما ) وبلاد بابل وما بين الرافدين في وادي دجلة والفرات ( العراق قديما) وهناك رأي سائد يقول: إن بلاد الجزيرة العربية هي الموطن الأصلي للشعوب السامية
ولعل الرأي القائل بأن الجزيرة العربية هي موطن الساميين الأصلي، ومهد اللغات هو الأرجح حسب رأينا، إذ كان هجرات الساميين القديمة تنطلق من الجزيرة العربية باتجاه بلاد نجد والحجاز واليمن وما إليها إلى منطقة بلاد الشرق القديم ، فتدخل بلاد الرافدين ؛ ( بابل والعراق) وتغرو بلاد السومريين ، وتؤمن مملكة بابل الزاهرة ، وتدخل أيضا بلاد كنعان ( سوريا) حيث تكونت الشعوب الكنعانية حوالي القرن السادس والعشرين قبل الميلاد.
كما اختلف العلماء حول اللغة الأولى التي كان يتكلم بها الشعب السامي وعلى الرغم من أن اللغة العربية هي أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأصيلة ، فإنه لا يمكن البت بشكل قاطع بأنها أقدم اللغات السامية
بل ما يمكن قوله بأنه كانت هناك لغة سامية أصيلة ، وهذه اللغة قد انتشرت في منطقة واسعة وقد نتج عن هذا لهجات مختلفة وعندما انتشرت القبائل السامية في بقاع شتى ، ابتعدت هذه اللهجات عن الأصل حتى غدت لغات مستقلة وعليه فإن جميع اللغات السامية هي لهجات نشأت من لغة واحدة ، هي أم هذه اللهجات واللغات